الاثنين، ٦ يونيو ٢٠١١

الميدان يلد حرية


إهداء إلى أرواح شهداء ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011

انطلقت صرختها قوية متوجعة ولكنها ضاعت وسط المحيط الهادر من الصيحات المدوية في الميدان فلم يسمعها سوى الفتاتين المتواجدتين معها في تلك الخيمة المتواضعة المتوسطة الميدان فالتفتا لها في اشفاق وتعاطف وبالرغم منها ابتسمت لهما ورفعت اصبعيها بعلامة النصر كما كانت تفعل طوال الأيام القليلة الماضية.. يارب السموات أكانت مجرد أيام أم دهر بأكمله أم زمنا خارج الزمن.. كل شئ كان جديدا كل الجدة غريبا كل الغرابة ولكنه حدث ويحدث ومازال يتدفق في الميدان ولن يتوقف حتى يحصلوا على ما يريدون.. إنها تؤمن بذلك كل الإيمان وطافت برأسها ذكريات قريبة ولكنها من فرط زخمها وتتابعها تبدو بعيدة.. ذكريات زوجها الطبيب الشاب الذي قابلته منذ عام واحد في خطبة إحدى صديقاتها فتلاقت العيون لقاءا عابرا ثم عادت لتلتقي لقاءا متمهلا حميميا وابتسمت الشفاه في سعادة وامتد أثير خفي بين الروحين أنكرته هي بشدة وحاولت التملص منه بقوة ولكنها ما أن رأته في كليتها يبحث بعيون مليئة بالشوق واللهفة عنها حتى خفق قلبها في قوة لذيذة محرقة وكادت تناديه ولكنها أطبقت شفتيها في قوة ولكنه سمع النداء بقلبه فالتفت لها وأمتد الأثير ثانية ولم تقاومه هذه المرة.. جاء ليتحدث إليها.. ليعرف أكثر عن ذلك الطيف الجميل الذي لازمه منذ رآه.. وتحدثا.. وتعارفا.. وتم الزفاف بهذه السرعة الغريبة.. كان كل شئ ممهدا وسلسا كأنهما يخطوان على مخمل ناعم.. وبعد شهر واحد صارت حاملا.. تذكر جيدا ملامح وجهه الحبيب حين قالت له وهو مشرق بالسعادة والأمل.. قال لها يومها.. يجب أن يعيش مولودنا أفضل حياة ممكنة.. يجب أن يحيا كما تمنينا لأنفسنا ولم نستطع تحقيق أمانينا.. كان يتدفق بالحماسة ويتحدث كزعيم يتحدث عن قضيته الأثيرة.. ولا تدري لم شعرت بالقلق وكيف امتزج هذا القلق بالحماس ليصنعا حيرة غريبة من نوعها..


ومضت الشهور رقراقة ناعمة مليئة بالحب والتفاهم والحنان حتى كان ذلك اليوم.. يوم رأته جالسا إلى الكمبيوتر في اهتمام غير عادي يتطلع إلى دعوة للتظاهر على الفيس بوك فيما سمي بيوم الغضب الذي حدد بيوم الخامس والعشرين من يناير فسألته في قلق.. ما هذا؟


فقال لها في نبرات قوية.. هذا ما كان ينبغي أن يحدث منذ وقت طويل ولكن حسنا لقد صارت هناك بداية..
فسألته والقلق يتصاعد بداخلها.. بداية لماذا؟

- بداية للعالم الجديد الذي أحلم به لنا.. لمولودنا القادم.. عالم ملئ بالحرية والكرامة والعدل والمساواة.. عالم تتفجر فيه طاقات الإبداع ومكنونات الانتماء لهذا البلد العظيم الذي يترنح من فرط الفساد الذي ينخر في بنيانه..

- ولكن ألا تخشى من الاعتداء عليكم؟

- لو ظللنا نخاف لما فعلنا شيئا.. توكلي على الله فهو نصيرنا لأننا نبغي الخير والصلاح.

- ولكني بحاجة إليك ووليدك بحاجة إليك .. ألا تفكر فينا؟

- بل لا أفكر إلا فيكم وكل ما أود القيام به لأجل ذلك القادم.

كان يتوهج بالأمل وتسبح عيونه في سماء الأحلام البعيدة فخشيت عليه من اطفاء جذوة أمله وخشيت من تلك الجذوة المتقدة واحتل قلبها الحيرة والقلق ولكن جزءا ما بداخلها كان يرتجف في جذل وحبور لما يقوله..

وجاء اليوم الموعود و..خرج بعدما أفلت من أحضانها المرتعشة خوفا وقلقا وظلت هي تتابع أنباء المظاهرات على كافة الفضائيات وقلقها يتصاعد ويتزايد حتى عاد إليها ليلا وما أن رأته حتى انفجرت في بكاء عارم في أحضانه الدافئة التي خافت أن تحرم منها..

ولا تدري هي كيف هدهد قلقها وروض خوفها وأيقظ ذلك الجزء الخفي بداخلها الممتلئ بالحماسة و الإيمان بما يفعله..

وظلت في اليومين التاليين تسير على جمر القلق طوال اليوم حتى يعود إليها في الليل حاملا لها من الأنباء ما يزيد من خوفها وفخرها به في آن واحد حتى كان يوم الجمعة.. جمعة الغضب.. لم تنم ليلتها وظلت ترقبه وهو نائم في هدوء كأنما لا يشغله شئ.. ظلت ترتشف ملامحه على مهل طوال الليل كأنما لن تراه بعد ذلك.. وكم كادت توقظه وتبكي بين يديه حتى لا يذهب بعيدا عنها ولكنها كانت توقف يدها في منتصف الطريق حين تذكر ايمانه بما يفعل وتحمسه الهائل وهو يروي لها الحكايات عن الشباب الرائع الذي قابله في الميدان وما يحمله من حب لمصر ورغبة عارمة في النهوض بها ورفعها إلى المكانة التي تستحقها بين الأمم..

وحين حان وقت الذهاب تشبثت به للحظة واغرورقت عيناها بالدموع فاحتواها في حنان دافق غريب وطبع على جبينها قبلة عميقة دافئة وكان آخر ما تراه منه ابتسامته.. تلك الآسرة المليئة بالثقة والأمل..

وذهب.. وتركها.. وانخلع قلبها ألف مرة وهي تشاهد ما يحدث من قمع وحشي من رجال الشرطة للمتظاهرين المصرين على سلمية تظاهراتهم..

وحين جاء الليل كانت قد انهارت وهي تشاهد اختفاء الشرطة من كل انحاء مصر والحرائق التي شبت في مقرات الحزب الحاكم والعديد من أقسام الشرطة في مختلف المحافظات والسجون التي لفظت سكانها .. وانطلق الرعب من عقاله وحشا هائلا ينشب مخالبه وأنيابه في كل مصري في تلك الليلة الليلاء..

كانت وسط عائلتها التي جاءت لتقيم معها بعدما رفضت أن تترك منزلها في انتظار الحبيب الغائب وعبثا حاولوا إدخال الطمأنينة التي كانوا يفتقدونها إلى قلبها الذي كان يعيش لحظات من خوف عملاق اجتاح كل ذرة في كيانها.. ساعات بدت لا نهاية لها ولكنها انتهت فجأة حين جاء زوجها.. شهيدا..

يقسم كل من عرفها أنه رأى إنسانة أخرى في تلك الليلة.. لم تبك.. لم تصرخ.. لم تنهر.. فقط انحنت على الوجه المبتسم في راحة من حقق هدفه وقبلته في ارتجافة عنيفة عميقة اهتزت لها قلوب الحاضرين ولكنها سكنت بعد هذه القبلة وتلت في شموخ قوله تعالى "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون" صدق الله العظيم.
وبعد الانتهاء من تشييع الشهيد وجدوها ترتدي ملابسها استعدادا للخروج.. إلى أين.. إلى ميدان التحرير.. وعبثا طالت المحاولات لاثنائها عن ذلك.. واجهوا قلبا حديديا صار كل همه الاستمرار فيما كان يريده الحبيب الراحل.. كانت في شهرها الأخير من الحمل ولكن ذلك لم يزدها إلا عزما..

و.. ذهبت.. وها هي هناك منذ ذلك اليوم.. استقبلها الميدان في ترحاب دافئ من صنع فتية وفتيات تقسم أنها لم تر لهم مثيلا من قبل.. شاهدت مجتمعا رائعا.. كنت محقا يا حبيبي حين حلمت بذلك المجتمع وحين خرجت واستشهدت لأجل أن يولد.. الكل على قلب رجل واحد.. الكل يتعاون.. يقتسم اللقمة وشربة الماء ويجتمع ليهتف ويغني ويرسم ويبدع في حب مصر.. تلك البوتقة العملاقة التي صهرت الفتيان والفتيات الرجال والنساء الشيوخ والأطفال في كيان واحد..

وأنكرت هي نفسها.. ليست هي الفتاة التي كانت مثقلة بحملها منذ أيام قلائل.. بل كانت تخرج مع المتظاهرين تهتف من أعماقها .. لا تكل ولا تمل ولا ترفق بنفسها حتى تجبرها الفتيات المحيطات بها على ذلك.. كانت تشارك في تقديم الطعام وفي نظافة الميدان وكانت تنتزع نفسها من النوم الحالم الذي كانت تتعجب كيف يواتيها وسط تلك الظروف وتلك الحشود لتسدل الغطاء على الأطفال الذين توسدوا الميدان والتحفوا السماء مع آبائهم.. واستخرجت أشعارها الناعمة التي كانت تكتبها أيام الجامعة وألقتها على الحضور الثائر الحالم في مزيج غريب انفرد به الميدان في أمسياته الجميلة..

ومضت الأيام وحماسها يزداد توهجا وحنجرتها الرقيقة تزلزل الأرض بالهتاف مع الثوار.. عرفت كم تنتمي لشعب عظيم متحضر يستحق حياة أفضل ويناضل من أجلها ولن يهدأ حتى تولد تلك الحياة وتخرج للوجود..

وحين خرج عليهم المجرمون بخيولهم وجمالهم وبغالهم يريدون اخراجهم من الميدان بالسيوف والهراوات لم تخف ولم تتراجع وظلت ثابتة مع الجموع تساعد في اسعاف المصابين والجرحى رغم الآلام الهائلة التي كانت تدق ظهرها والشحوب الذي يكسو وجهها ولم ترضخ لتوسلات الكثيرين من حولها بالخلود للراحة نظرا لظروفها.. كانت تصرخ فيهم.. ابنتي ستولد وسط الميدان.. لا تخشوا علي ولا عليها..

ولا تدري هي من أين جاءتها تلك القوة والصلابة وهي تصمد مع الصادمين وتردد الهتافات بكل طاقتها.. كان هناك اكسير من القوة يتدفق في عروقها وهي وسط الحشود وكانت صورة زوجها تتتبدى أمامها صباحا ومساءا تستحثها على الصمود حتى النصر فهل حان وقت النصر؟

اليوم الخميس العاشر من فبراير والشمس قد غربت والأنباء تتواتر عن الخطاب المنتظر بتنحي الرئيس.. كان جسدها يرتجف في قوة من فرط الانفعال.. أيتحقق الأمل في تلك الليلة؟ أتستريح أرواح حبيبها وأحبة مصر كلها من الشهداء الليلة؟

ولكن جاء الخطاب مخيبا للآمال.. وعادت الآلام تدق ظهرها بلا رحمة.. لا .. ليس الآن.. لن تولدي إلا في عالم حر كما كان يحلم والدك وكما صارت تحلم مصر كلها.. انتظري يا ابنتي..

وخارت قواها وها هي ترقد في خيمتها بصحبة الطبية الشابة ومساعدتها في انتظار المخاض.. صرخاتها تتواصل بين الحين والحين فتضيع وسط صرخات الميدان الغاضب وشمس الجمعة تتأهب للرحيل والألم صار لا يطاق والوليد يستعد للخروج إلى العالم و....فجأة ساد الصمت لدقيقة ثم انفجرت الوليدة في البكاء في ذات اللحظة التي انفجر فيها الميدان بصيحات النصر والتهليل والتكبير.. لقد أعلن تنحي الرئيس.. رحل النظام وولدت حرية.. ولدت في الميدان.

الاثنين، ١٦ مايو ٢٠١١

موضوع من المساهمين


هذا الموضوع تجريبي ويوضح كيفية قيام مساهم في الموقع بنشر موضوعات من خلال حسابه الخاص. يأتي هذا ضمن العديد من الخواص التي تقدمها خدمة Blogger لمدوناتها وذلك بشكل مجاني. النص التالي مجرد نص مالئ لتبيان التنسيق من المساهم سعيد بكر.


لبن حليب السياحة يتخابرون يقدرون قفله لوحاتها نباتات, ثقل توفيرها باذنجاني تواريخ مركز سيارات المجرة كجم جبال مركز لم فيها متوطن سيارات تكور عمالتهم اﻷعطاب فؤاد علينا عملوا. غدوة العليا دعونا تكور, شديداً صيف حمد جنوب لبناني هادي مفاهيم لبناني 44.5 دور توفيرها لاستطالة لبن مجهود المجرة إبراهيم قفله كأنها شاي مقصاته مقصاته 44.5.

الجمعة، ١٣ مايو ٢٠١١

الموضوع اﻷول



نقوم هنا بعرض الموضوع اﻷول التجريبي من موقع الرابط. هذا فقط نص تجريبي للاختبار، لا أكثر أو أقل؛ مع ملاحظة وجود بعض الكلمات من قبيل الحشو وعرض المحتوى لاستخدامه في اظهار الغرض والتصميم، وذلك فيما يلي من فقرات ذلك الموضوع التجريبي اﻷول. هذا ونرجوا منكم الصبر والمتابعة حتى نصل بالموقع إلى خير مبتغى.
يناير غدوة التربيع توصيله, شأن مكانة محيطات إبتاعته القدرة لمن توقيتاتهم القدرة قهوةعربية سيناريوهات إبتاعته المسمار. حرارة آسيا تكور 44.5 يروي صبحاً نفط ثمار سقوط نجم توقيتاتهم مكرمات الإستعلاء. مستحقة الاتحاد أكاسيد دولارات لن توقير لمن كتان تلفاز ثلاثة لامعة انطلق تكليفات ذلك المصريون استحياء لنا جبال الصوبة يكون من توقير نعم شديداً مصروفات تلميحات قفله. الكيمياء التوجيه سافانا مسافات ثوم مقالات تثمينهن.
دعونا هاتف مفاهيم مصري لا أصبح مفاهيم غالب مقبالاً. زجاجية مسافات توقيتاتهم الكيمياء المسمار الآمال مكرمات عبدالمحسن سيناريوهات تحصيلهم. واحد المسقط محيط مكرمات ثقل مجهود ارتفاع يروي لا كفتة هن تلفيق كان الإستعلاء سعودية توقيتاتهم الإنترنت توفيقية العلوم شديداً قهوةعربية مستقدرون مصروفات يقدرون شاي.